السلام عليكم.. أنا فتاة ابلغ من العمر 24 عامًا مخطوبة والحمدلله والدتي تبلغ من العمر 60 عامًا.
أنا ابنتها الاخيرة والوحيدة..لدي اثنان اخوان اكبر مني بالسن وانا اصغرهم
والدتي لا ترى الا عيوبي فقط دائما تذكرها وتذكرني بها بدراستي وحياتي الشخصية.
وحتى بالطبخ استغرب عندما ارى واسمع الامهات الاخريات يمدحن بناتهن حتى بالاشياء السيئة وارى امي العكس لا تذكر سوى سلبياتي
وحتى عند ايجابياتي تتفاداها وتتفادى الحديث عنها امامي او حتى امام الاخرين لا اعلم مالسبب.
أنا فتاة عاقلة ورزينة ولست طائشة او قليلة الادب ولا يوجد بيني وبينها مهاترات او خصامات واحبها لكنها لا تذكر سوا سلبياتي
وحتى بالايجابيات تنكرها وتقول بأن فلانة افضل مني بشيء ما او فلانة اذكى مني أو فلانة ماهرة بالطبخ اكثر مني وبأن طعامي لا يطاق الخ الخ مالحل ياترى؟
ابنتي أمنية:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
ما شاء الله تبارك الله، أنت فتاة ناجحة في حياتك. فأنت في مرحلة الدراسات العليا؟، ومخطوبة أيضا؟
ودعيني أسجل إعجابي بأخلاقك، فأنت رغم ما تواجهين من أمك حفظها الله فإنك تحبينهاز
وتعيشين معها بسلام فكما تقولين ليس بينك وبينها مهاترات أو خصام. وهذا دليل على حسن تعاملك وقدرتك على العيش بسلام مع الآخرين.
لعلك يا ابنتي ما أحببت أمك إلا لأنك تشعرين بأنها تحبك فعلا.
واعلمي يا ابنتي أن الإنسان عندما يقوم بسلوك خطأ تجاه آخر فلا يعني ذلك أنه يقصد الإساءة له فعلا. فالنوايا الداخلية تختلف أحيانا عن السلوك الظاهري. وهذا ينطبق على أمك، فلا يعني ذكرها لسلبياتك أنها تضمر السوء بك، بل ربما إنها بنقدها لك إنما تعبر عن حرصها عليك وعلى تميزك.
وأن تحفزك وتحثك لتصبحي أفضل من غيرك. ربما أن ثقافتها لا تساعدها على التعبير الصحيح عن حبها لك، وربما تحرص على عدم الثناء عليك بهدف حمايتك من الحسد او العين وهذا موجود في ثقافة بعض الأمهات.
حيث يتعمدن إخفاء إيجابيات أو إنجازات بناتهن أو أبنائهن، بل يعمدن أحيانا إلى إنكار إنجازات بناتهن أمام الآخريات.
الحل إذا: اقتربي أكثر من والدتك، واصبري عليها، وتلطفي معها. فأنت اليوم إلى جوارها وغدا ستكونين بجوار زوجك.
لذلك احرصي كثيرا على كسب رضاها ليكون ذلك طريقك إلى كسب رضا ربك.
وما دمت تحبينها فأشعريها بهذا الحب، وتحدثي معها بأنك تحبينها فعلا. قابلي نقدها لك بالدعاء لها، والثناء عليها. اذكري إيجابياتها ففي ذلك ثواب لك أولا، وإشعار لها بأن تعاملك بالمثل.
وتأكدي بانك ستكونين بخير ما دمت تعاملين أمك بالحسنى وتذكري قوله تعالى:
(وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا. وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا. رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِن تَكُونُواْ صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلأَوَّابِينَ غَفُورًا} سورة الإسراء.
ختاما، أسأل الله أن يكتب لك الخير في دينك ودنياك، ويسعدك بالزوج الصالح، ويرزقك بر أمك.
الكاتب: أ. بشيت بن حمد المطرفي
المصدر: موقع المستشار